ألب أرسلان
الملك المكفن
وقف جميع أفراد البيت السلجوقي حول جثمان زعيمهم
"طغرل بك بن ميكائيل"، وقد علا الحزن وجوههم، وملأت الدموع أعينهم، وخيّم
عليهم صمت رهيب؛ فقد مات السلطان العظيم مؤسس دولة السلاجقة، وباني مجدها وعزها،
مات بعد أن ترك دولة عظيمة راسخة الأركان، متينة البنيان، تبسط نفوذها على جميع
إيران والعراق، وتحظى بتأييد الخليفة العباسي "القائم بأمر الله" فأصبح
الأتراك السلاجقة بفضل جهوده أكبر قوة في العالم الإسلامي بعد أن كانوا مجرد قبائل
رحّل تنتقل من مكان إلى آخر بحثًا عن المراعي الخصبة، فبكاه جميع الحاضرين بكاء
مرًا، وحزنوا لفراقه أشد الحزن، كما بكاه جميع شعبه الذي أخلص له وأحبه أشد الحب.
وبعد أن فرغ القادة والأمراء وكبار رجال الدولة من دفن
سلطانهم في يوم الثامن من رمضان سنة ( 455 هـ) سبتمبر ( 1063 م)، توجهوا جميعًا في
موكب مهيب إلى قاعة الحكم للنظر في أمور الدولة بعد وفاة سلطانها الأول "طغرل
بك". تصدر الوزير "عميد الملك الكندري" قاعة السلطنة التي امتلأت
عن آخرها، وقد وضع إحدى يديه على العرش، وأمسك بالأخرى لفافة من الورق عليها ختم
السلطان، وطلب من جميع الحاضرين أن ينصتوا إليه جيدًا، وأخذ يقول في نبرة حادة
يملؤها الثقة والثبات: كما تعلمون فإن السلطان "طغرل بك" لم ينجب ولدًا
يرث العرش من بعده؛ فقد أوصى السلطان العظيم أن يخلفه على عرشه ابن أخيه
"سليمان بن جغري"، ثم استطرد قائلا:
وكما تعلمون أيضًا فإن أم "سليمان" هي زوجة
سلطانكم الراحل، والتي كان قد تزوجها بعد وفاة القائد العظيم "جغري"،
فما رأي القادة والأمراء الأعزاء في وصية سلطاننا العظيم؟!! صمت الحاضرون للحظات
طويلة، وقد ارتسمت على وجوههم علامات الدهشة والحيرة، لكن صوتًا حادًا قويًا صدر
عن أحد الأمراء الجالسين قطع ذلك الصمت قائلا:
كيف يعتلي عرش دولتنا الفتية المترامية الأطراف – والتي
أصبحت تزود عن دار الخلافة ضد أعدائها – سلطان لم يتجاوز الرابعة من عمره إلا
ببضعة أشهر؟! هذا كلام لا يقبله عقل؟! ثم وقف أحد الأمراء المشهود لهم بالحكمة
ورجاحة العقل، ووجه كلامه إلى الوزير:
ولماذا لا يعتلي العرش الأمير "ألب أرسلان بن
جغري" أخو "سليمان" الأكبر؟ فهو رجل جدير بالسلطنة والنهوض
بمسئولياتها، وقد تعهده أبوه "جغري" منذ مولده بالرعاية والعناية حتى
أصبح من خيرة القادة والفرسان، فأسند إليه قيادة الجيوش في "خراسان" وهو
في سن مبكرة فأظهر شجاعة نادرة، وانتصر في جميع المعارك التي خاضها، كما أسند إليه
عمه السلطان العظيم "طغرل" قيادة الجيش السلجوقي لإخماد الثورات
الداخلية التي قامت في "فارس" فقام بهذه المهمة على خير وجه.
وقال ثالث: ولا تنس يا سيدي الوزير أن الأمير "ألب أرسلان"
تدرب جيدًا على إدارة شئون الحكم منذ توليه حكم بلاد "خراسان" بعد وفاة
أبيه "جغري" سنة ( 451 هـ) (1059 م) حتى الآن، فأثبت أنه صاحب حكمة
وسياسة ووفاء. استمع الوزير "عميد الملك الكندري" إلى كلمات القادة
والأمراء في ضيق وغضب، فعلى الرغم من أنه كان يعلم أن رأيهم هو الرأي الصواب، وأن
"ألب أرسلان" هو خير من يتولى السلطنة فإنه وجد في تعيين
"سليمان" مصلحة كبيرة له؛ فصغر سنه يمكنه من الاحتفاظ بالوزارة، والانفراد
بالسلطة وتوجيه كافة أمور الدولة السلجوقية التي كافح وناضل من أجل ازدهارها
ورقيها، وكان أحد العوامل المهمة في سموها وعزها، فكيف يتركها هكذا لقمة سائغة
لغيره؟ فبادر بإعلان "سليمان بن جغري" سلطانًا على البلاد، وقال لجموع الحاضرين
بإصرار وعناد: هذه هي وصية السلطان ولا بد من تنفيذها مهما كانت العواقب
والعراقيل.
خرج الأمراء من قاعة السلطنة وقد اشتعلت صدورهم غضبًا
وحنقًا من تسلط الوزير "عميد الملك الكندري"، وقرروا جميعًا أن يفسدوا
خطته، ويرفضوا مبايعة السلطان الصغير؛ فأرسلوا في طلب الأمير "ألب
أرسلان" للحضور فورًا إلى مقر الحكم لإنقاذ عرش البلاد، وعندما وصلت رسالتهم
إلى الأمير لم يتردد في تلبية طلبهم، وامتطى صهوة جواده من فوره، وانطلق يسابق
الريح صوب "الري" عاصمة الدولة السلجوقية، ولم يكد الفارس الشجاع يدخل
أبواب العاصمة حتى بادر جميع آل سلجوق بإعلان تأييدهم له ومبايعته بالحكم، بل
استقبلوه استقبال الأبطال الفاتحين، وبعد أن جلس السلطان على عرش بلاده سنة ( 55
هـ) ( 1063 م) قرر عزل الوزير "عميد الملك الكندري" من منصبه، وتولية الوزير
"نظام الملك" الذي كان وزيرًا له أثناء إمارته على "خراسان"
بدلا منه؛ وكان "نظام الملك" رجلا حكيمًا، وسياسيًا خبيرًا، واسع
الثقافة، بعيد النظر، ذا ذكاء ودهاء فكان خير من يتولى هذا المنصب الخطير.
قضى السلطان الشاب ليله ساهرًا لم يغمض له جفن بعد أن
جاءته أنباء متفرقة بقيام العديد من الثورات وحركات العصيان ومحاولات الانفصال من
قبل ولاته وأقاربه الطامعين في السلطنة من أفراد البيت السلجوقي، فشغلت باله،
وأقلقت خاطره، وأغرقته في بحر عميق من الهموم؛ فقد كان يعلم بخبرته الواسعة،
ورجاحة عقله، وبعد نظره أن تلك الفتن والثورات يمكنها أن تضعف دولته، بل تفتك بها،
وتجعلها مطمعًا لأعدائه في الخارج، فخرج السلطان الشجاع على رأس جيشه إليهم، وشن
هجومًا مباغتًا عليهم، واستطاع أن يحقق انتصارات رائعة بهرت جميع أعدائه من حوله،
فوط دعائم ملكه، وأرهب جميع خصومه، وأخمد الفتنة في مهدها، فعظم أمره، وعلا شأنه
وزاد نفوذه، ولم يهدأ له بال طوال ست سنوات متتالية منذ عام ( 457 هـ) ( 1064 م)،
حتى عام (463 هـ) ( 1070 م) حتى أيقن أن جميع أقاليم البلاد قد
دانت له بالولاء والطاعة، وأنه أصبح مهابًا ليس في جميع أرجاء سلطنته فحسب بل
خارجها أيضًا.
توجه السلطان "ألب أرسلان" إلى قاعة السلطنة
في ساعة متأخرة من الليل، وظل واقفًا فترة طويلة أمام خريطة كبيرة كان قد أمر
بوضعها في مكان بارز في صدر القاعة، ثم أطرق يفكر في حلمه الكبير الذي يراوده
كثيرًا، ولا يكاد يفارق خياله عندما يرى نور الإسلام يشرق على ربوع أوربا بأسرها
فتنعم بعدله ورحمته وسماحته، وظل السلطان على حالته تلك حتى أضناه التفكير، وأتعبه
السهر، فجلس على كرسي العرش قليلا، ثم أرسل في طلب وزيره المحنك "نظام
الملك" ليسترشد برأيه، وينهل من حكمته، فهرول الوزير إليه، وجلس أمامه يستمع
إليه في اهتمام شديد، وحماس زائد، وبعد أن فرغ السلطان من كلامه تحدث الوزير إلى
السلطان، وقد علا البشر وجهه، وملأت الفرحة عينه قائلا:
سيدي السلطان، إن ما تفكر فيه لهو أعظم هدف، وأسمى
رسالة، وقد حان الوقت لتنطلق رايات الإسلام نحو هذه البقعة من العالم، فسر على
بركة الله، ولا تتردد، فإن النصر سيكون حليفك إن شاء الله، فسر السلطان كثيرًا من
كلام وزيره وقرر أن يخلد إلى النوم بعد أن ارتاح قلبه، وهدأت نفسه.
أقبل صاحب البريد مسرعًا وهو يلتقط أنفاسه بصعوبة بالغة،
ثم وضع بين يدي السلطان "ألب أرسلان" رسالة مهمة وعاجلة، وما كاد
السلطان يقرأ محتوى الرسالة حتى هب واقفًا، وهو يقول في غضب شديد: كيف تجرؤ تلك
الأقاليم المسيحية أن تغير على بلاد "أذربيجان" التابعة لنا؟! لا بد أن
ألقنهم درسًا لن ينسوه أبدًا، وعلى الرغم من خطورة الموقف فإن السلطان "ألب أرسلان"
أحس بارتياح وسرور كبير، وشعر أن الله – تعالى – يدفعه نحو تحقيق حلمه بفتح بلاد
أوربا، فأمر بتجهيز جيش جرار من أربعين ألف مقاتل، وزحف بهم تجاه جنوب "أذربيجان"،
وخاض عدة معارك طاحنة، وحقق انتصارات رائعة، وتمكن من فتح "جورجيا"
وبلاد الأرمن، وأجزاء كبيرة من البلاد الواقعة بين بحيرتي "وان" و
"أورمية"، كما سيطر على جميع القلاع الحصينة الواقعة في طريقه.
شعر إمبراطور الروم "رومانوس ديوجينس" بالفزع
الشديد بعد تلك الانتصارات الكبيرة للسلطان الشجاع "ألب أرسلان" فتنبه
للخطر الشديد الذي أصبحت تشكله الدولة السلجوقية على الإمبراطورية البيزنطية،
فتحرك بنفسه على رأس جيش ضخم لمواجهة هذا الخطر، والقضاء عليه تمامًا، وقام بوضع
خطة ماكرة لتطويق الجيش السلجوقي فتجه نحو بلاد
الشام، واستولى على منطقة "حلب" بسهولة، فأصبح جيشه في موقع يمكنه من
تطويق جيش السلاجقة، ففطن "ألب أرسلان" إلى هدف القيصر، فأرسل جزءًا من
جيشه بقيادة ولده "ملكشاه" لغزو الأجزاء الشمالية من بلاد الشام، فتمكن
الفارس "ملكشاه" وبكفاءة نادرة من فتح مدينة "حلب"، كما تمكن
من الاستيلاء على أجزاء كبيرة من بلاد الشام، وفتح "بيت المقدس" فأفسد
بذلك خطة البيزنطيين تمامًا، فلم يجد قيصر الروم بدًا من الهجوم المباشر على
الدولة السلجوقية للقضاء عليها وتأمين حدود بلاده، فغادر القسطنطينية على رأس جيش
ضخم يتكون من مائتي ألف مقاتل مدججين بأقوى الأسلحة والمعدات الحربية، واتجه نحو
المنطقة التي يعسكر بها الجيش السلجوقي بالقرب من منطقة "ملاذ كرد"،
وكان ذلك سنة ( 463 هـ) ( 1070 م).
رأى السلطان "ألب أرسلان" جحافل البيزنطيين
المهولة وهي تزحف نحوه في جلبة عظيمة، فوجد أنها تفوق عدد جيشه بخمسة أضعاف بل
يزيد، فشعر أنه أمام خطر داهم، وقوة غاشمة يمكنها أن تسحق جيشه بسهولة، لكنه لم
يفكر كثيرًا عندما رأى مقدمة الجيش قد ابتعدت كثيرًا عن بقيته فاستغل الفرصة،
وبادر بالهجوم المباغت عليها، واستطاع أن يحرز نصرًا ساحقًا في أولى معاركه مع جيش
الروم، وكان السلطان "ألب أرسلان" يتمتع بعقلية حربية فذة، وذكاء ثاقب،
فلم يترك هذا النصر المبدئي دون أن يستغله في مصلحته، فأرسل إلى إمبراطور الروم
"رومانوس" يعرض عليه الصلح؛ وبذلك يؤجل المواجهة معه فترة من الزمن
يستطيع خلالها إعادة تنظيم قواته وزيادة عددها، لكن قيصر الروم رفض الصلح بشدة،
وأشاح بوجهه في غطرسة وكبرياء، ولم يحاول الاستماع إلى كلام مبعوث السلطان، وقال
في تكبر شديد: أبلغوا سلطان السلاجقة أن الصلح لن يتم إلا في مدينة
"الري" عاصمة بلاده، ولكن بعد الاستيلاء عليها وإذلال أهلها، وإخضاع
جميع الأتراك لحكم أسيادهم البيزنطيين.
علم السلطان "ألب أرسلان" برد قيصر الروم فخطب
في جنوده قائلا: (أيها الجنود البواسل إن الإسلام اليوم في خطر شديد ولا سبيل إلى
إنقاذه من هذا الخطر إلا بالقضاء على ذلك الجيش الرومي وقائده المتغطرس، فاستميتوا
يا جند الله في القتال دفاعًا عن دين الحق الذي يزيغ أمامه كل باطل، واعلموا أن
هذه المعركة هي سبيلكم للظفر بإحدى الحسنيين إما النصر أو الشهادة).
ثم تقدم الإمام الفقيه "أبو نصر محمد بن عبد الملك
البخاري" ووجه كلامه إلى السلطان قائلا: (يا سلطان البلاد إنك تقاتل عن دين
وعد الله بنصره وإظهاره على سائر الأديان، وأرجو أن يكون الله – تعالى – قد كتب
باسمك هذا الفتح فألقهم يوم الجمعة بعد الزوال، في الساعة التي تكون الخطباء على
المنابر، فإنهم يدعون للمجاهدين بالنصر).
فلما جاءت الساعة الحاسمة صلى السلطان بجنوده، وأخذ يدعو
الله دعاء حارًا حتى بكى فبكى جميع جنوده من خلفه، ثم لبس ملابس بيضاء، وقال لمن
حوله: (إن قتلت فهذا كفني!)، فألهب السلطان بتصرفه حماس جنوده فانطلقوا كالسيل
المنهمر نحو معسكر الأعداء، وهم يزأرون بالتكبير زئيرًا مدويًا كأنهم أسود جائعة
تبحث عن فرائسها، ودارت رحى المعركة الطاحنة، وأمعن الجنود السلاجقة الشجعان في
جيش الروم جرحًا وتقتيلا حتى فرشوا ساحة المعركة بجثثهم، فانهار الجيش الرومي،
وتزعزعت صفوفه، ووقع كثير منهم في الأسر، وفر الآخرون وهم مذعورون أمام شبح الموت
المحقق، ولاحت بشائر النصر المبين عندما تمكنت مجموعة من الفرسان السلاجقة من أسر
إمبراطوار الروم "رومانوس" بعد معركة شرسة مع حرسه، فكانت الضربة
القاصمة للجيش الرومي وقائده المتغطرس، وسيق الإمبراطور إلى خيمة السلطان ذليلا
كسيرًا فلما وقف أمام السلطان قال له: ماذا كنت تفعل بي يا "رومانوس" لو
كنت وقعت في أسرك؟!
فقال رومانوس:
- أعذبك عذابًا شديدًا، ثم أقتلك شر قتلة.
فقال السلطان:
- فماذا تظن أني فاعل بك؟!
قال رومانوس:
- إما أن تقتلني، وإما أن تجعلني أضحوكة بين الناس،
والأخيرة لا أتوقع أن تفعلها، وهي أن تعفو عني، وتقبل أن أدفع لك الفدية، ثم
تجعلني نائبًا عنك!!
فقال له السلطان:
- وهذا ما عزمت أن أفعله معك.
وبالفعل أصدر السلطان قرارًا بالعفو عن إمبراطور الروم
مقابل فدية مقدارها مليون ونصف مليون دينار، وعامله معاملة حسنة، وعقد معه صلحًا
مدته خمسون عامًا، ثم أطلق سراحه وأمر عددًا من جنوده ليكونوا في صحبته حتى يصل
إلى دياره سالمًا، فأذهل السلطان العظيم "ألب أرسلان" بعفوه وتسامحه
ورقته العالم بأسره، وعندما وصل "رومانوس" إلى عاصمة بلاده استقبله
رعاياه استقبالا مرًا، وأزالوا اسمه من سجلات اُلمْلك، وعينوا إمبراطورًا آخر بدلا
منه، وزادوا على ذلك بفقأ عينيه وإلقائه في السجن.
ارتفع شأن السلطان "ألب أرسلان" بعد انتصاره
الباهر في موقعة "ملاذكرد"، فأصبح مهابًا في الشرق والغرب، كما أصبح
محبوبًا من جميع المسلمين في أنحاء العالم، ولم لا؟ وهو القائد العظيم الذي استطاع
أن يهزم أكبر قوة في العالم حينئذ، ويوقف تقدمها نحو ديار الإسلام، ويمهد الطريق
لرايات الإسلام لتنطلق بقوة نحو آسيا الصغرى وأوربا، كما استطاع أن يزيد من رقعة
دولته، ويجعل جيشه أعظم جيش في ذلك الوقت، لكن السلطان الشجاع لم يعش طويلا ليجني
ثمار نصره، ويواصل تقدمه نحو حلمه الكبير، وذلك بعد أن عادت الفتنة تظهر من جديد
في بلاد "ما وراء النهر"، وتهدد استقرار البلاد وأمنها، فقرر السلطان أن
يتجه بجيشه المظفر في أوائل سنة ( 465 هـ) ( 1072 م) ليخمد تلك الفتن والثورات،
فعبر نهر "جيحون"، وهاجم إحدى القلاع، واستولى عليها، وقبض على قائدها،
وكان يسمى "يوسف الخوارزمي"، وأصر السلطان أن يقتل هذا الرجل بنفسه؛
لأنه تسبب في قتل كثير من جنده، فرماه السلطان بسهم فأخطأه، فأخرج "يوسف"
خنجرًا كان يخفيه في ملابسه وطعن السلطان طعنة نافذة في صدره، ولم تمض أربعة أيام
حتى مات السلطان العظيم والقائد الشجاع "ألب أرسلان" من أثر تلك الطعنة في
يوم العاشر من ربيع الأول سنة ( 465 هـ) الموافق 17 من نوفمبر سنة ( 1072 م)، بعد
أن وطد دعائم مملكة عظيمة تمتد من نهر "جيحون" حتى نهر "دجلة"
في مدة تسعة
أعوام ونصف العام فقط، فبكى المسلمون ذلك القائد العظيم،
والحاكم العادل الذي لم يتجاوز أبدًا في جمع الأموال من رعيته، بل كان دائمًا كثير
الصدقات، محبًا للخير والعمران، بارًا بأهله وأصحابه وجميع أفراد شعبه.
تعليقات
إرسال تعليق