الراهبات الثوريات
سلسلة المحاولات الانقلابية التي قادها عدد كبير من الضباط على القذافي،
وخاصة محاولة (عمر المحيشي) أفقدته الثّقة بكل أحد، فلجأ إلى ما سماه بـ (الراهبات
الثوريّات)، وجعلهن موضع ثقته، وأغدق عليهن الأموال، وكان أوّل ظهورهن في عام 1980م. وهي السنة التي مهدت لعهد الاستشراس الذي لم يكن له مثيل في السابق. كان
العقيد يختارهنّ بنفسه، ولم يكن عملهن مقتصرا على حراسته فقط، فقد كُن يقمن
بالدّرجة الأولى بالترفيه عنه، واستخدامهن لمتعه وشهواته، كان يشترط في أن يكون
عُمر الواحدة منهن ثمانية عشر عاما، وأن يكن عذراوات، وقابلات لتفديته بأرواحهن،
ويحظين بجمال يُحدّده بنفسه، فقد كُن يُعرَضْنَ عليه حتى ينتقي منهنّ ما يتناسب مع
ما يريد. وكُن يخضَعْنَ لتدريب عسكري نوعي، وكان يُشيع أنه اختارهن لأنهن أكثر من
يحرس الثّورة، فكما في الدين المسيحي راهباته، فللثّورة كذلك راهباتها والثّورة
دين، بل هي أهم من الدين لأنها الحامية القوية له! عج باب العزيزية بهنّ، ومنهن
منْ أُخِذت من مدرستها بعـد إعجاب العقيد بها، وبقيت سنوات ترفّه عنه بشتى أنواع
الترفيه، ومن ثَمَ مَنْ تثبت قدرتها على حمايته كان يضمها إلى قطيع حارساته. في العزيزية
كان يُمارس معهن الجنس أمام مستشاراته الأخريات من اللواتي بلغْنَ عمرًا متقدمًا
ولم يعد للعقيد فيهن مطمع، وكانت المستشارات يُحدّدنَ له عدد اللواتي يجب أن يمارس
معهن الجنس في اليوم، وفترة الممارسة الواحدة. واتخذ له كذلك من الغلمان من يركبهم،
ويمتطي ظهورهم، وهؤلاء الغلمان كانوا يخضعون لمنهج مدروس من قبل المستشارات في
تقديمهم للعقيد، في الأوقات التي كُن يرينها مناسبة. كان الغلام يُزيّن للعقيد كما
تُزيّن الفتاة، العطر، والدهن، والجسد النّاعم، والأوراك البضة، واللباس الشفّاف
وأمورٌ أخرى. ولم يكن مُحرّمًا على وَكْر الجنس المعد خصيصا لذلك أيّ شيء، فقد
كانت الخمرة بأنواعها والحشيشة بأنواعها وأصناف الطعام كلّها متوافرة للمحظيات
والمحظيين، بشرط أن توافق على ذلك مستشارته أو ساحرته الخاصة.
أما الطالبات اللواتي لم يكن يعرفن ماهية الجنس، ولا أوضاعه وأساليبه وطرقه
من اللواتي أُخِذَنَ من مدارسهن وهن بنات اثنتي عشرة سنة، فكانت المستشارة الكبيرة
تتولى شرح ذلك لهنّ، وكُن يُجبَرْن على حضور بعض الوضعيات المدروسة في أفلام
إباحية لتطبيقها مع العقيد! كان العقيد يُفسّر سبب إحاطة نفسه بالنّساء بأمرين
مُعلنين، وثالث مخبوء. أما الأمران المعلنان فإنهن أكثر أمانًا من الرّجال وخاصة فيما
يتعلق بحمايته بعد أن فقد الثقة برفاق السلاح، والأمر الثاني أنّ النّساء أقدرُ
على إطلاق الرصاص لحمايته من الرجال، إذ كان يعتقد أنّ الرّجل لن يُطلق الرصاص من
سلاحه على امرأة. أما الأمر الثّالث المخفي، فقد كان يؤمن بأسطورة المرأة الحارسة،
والأسطورة التي أقنع نفسه بها واختار راهباته الثّوريّات على أساسها تقول بأن أصول
هؤلاء الحارسات يعود إلى منطقة الصحراء التي تشير الروايات التاريخية المتداولة في
ليبيا إلى أنها كانت مقرّ النّساء الأمازيغيات المحاربات في الأساطير اليونانية
القديمة! بدأت قصصه، ومغامراته أو فضائحه تنتقل عبر العالم، عندنا في السجن عرفنا
كثيرًا من هذه القصص عن طريق الحرس، بعضُهم كان يتفاخر بفحولة سيّده، ولا يتورّع
أنْ يروي لنا قصص لياليه الحمراء التي سمعها من الذين شهدوا الواقعة من ذوي الرتب
العالية في الجيش أو في الشرطة العسكرية أعطى العقيد لحارساته الإناث سُلطةً
مُطلَقة، وكانت كل واحدة تحمل سلاحًا على جانبها، وخنجرًا في عُروة نطاقها، وكان
يحلو له أن يراهن يستخدمن المسدس سريع الطلقات والخنجر أمامه، ولو أدى ذلك إلى
القتل وإراقة الدماء كان للراهبات الثوريّات مقرّات خاصة موجودة في طرابلس وغيرها من
المدن، لكنّه كان عليهن أن يمررْن جميعًا بباب العزيزية وهو قصر القذافي أو قلعته،
وكثيرا ما كانت تتغير الوجوه الأنثوية في باب العزيزية، لأنّ العقيد كان يحب أن
يرى وجوها ناعمةً جديدةً في كلّ مرّة.
كان العقيد يُرسل الراهبات الثّوريّات إلى إيطاليا وفرنسا ليتسوقن في
متاجرها الكبرى كلّما أراد أنْ يُشعرهن بمحبته، وكان يُسمّي كلّ واحدة منهنّ
(عائشة) على اسم ابنته الوحيدة، وكان هذا شرفا لم يحظ به الوزراء ولا المفكرين ولا
العُلماء الذين كانوا يُسمّون بالأرقام. كان بمقدور الرّاهبة الثّوريّة أن تقتل
دون أنْ تُحاسب. وكُن يُظهرن ولاء هنّ المطلق في لحظات تنفيذ أحكام الإعدام
بالخائنين والضالين كما كان يُسمّيهم، ومنهم (هدى بن عامر) التي كانت تتلذذ
بالهتاف المسعور بحياة القائد، وكانت تتعلّق بأقدام المشنوق وتشدّه إلى الأسفل حتى
تسارع بإنهاء حياته.
لم تسلم الجامعات أيضًا من نزوات قائد الثورة، فكان العقيد يختار ضحيته من
خلال جلوسه في غرفة خاصة ترصد الفتيات عن طريق كاميرات مراقبة مبثوثة في أرجاء
قاعات المحاضرات، وفي المدرج الرئيسي في بعض الجامعات هناك تحته غُرف خاصة لكي يستمتع
العقيد بصيده، وغرفة أخرى لكي يقوم أطباء متخصصون بعمليّة الإجهاض لكل فتاة يتبيّن
أنّها حملت من العقيد. وكان العقيد يُصرّح أنّ الشعب الليبي هم أبناؤه، وأنّه أب
للجميع !! كان العقيد يستخدم لغة الإشارة في صَيْدِ ضحيته، مرافقاته من الراهبات
الثّوريّات، أو من حرسه الأنثوي يعرفن إشاراته، ويفهمنها دون عناء، كانت ثلاث
إشارات لا غموض فيهن، فإن كانت الجارية التي يريدها من بنات المدرسة فإنّه يمسح
بيده الشريفة على رأسها، وإن كانت من بنات الجامعة فإنّه يُمسك بيدها، وإن كانت من
سيدات المجتمع فإنه يربتُ بيده على كتفها، وقد تختلط إشارة بأخرى، ولكن ما من أنثى
مُسحَ على رأسها أو أمسكت يدها أو ربت على كتفها إلا وأحضرت إلى العقيد لكي
يغتصبها!!! زار الرئيس المؤتمن مرّة معهد المعلمات في طرابلس، وفي الحفل الذي ضجّ
بكلمات التمجيد من كلِّ مَنْ صعد للمنصة وألقى خطابه، لم يكن العقيد يسمع شيئًا،
كان يدورُ بعينيه باحثًا عن فتاة تُشبع هوسه الجنسي، مرّ على عشرات الفتيات
اللواتي لم يكن يعرفن أنّ عيني ذئب أغبر قد عبرتهُنَّ جميعًا، كانت في عينيه
الضيقتين تتسع رغبة لا حدود لها، كلما أحس بأنّ دَمَ الضّحية حركه كان يُضيقُ عينيه
أكثر، ويفتح فمه قليلاً، وتتصاعد أنفاسه في زفير محموم، لكن رائحة الدم يجب أن
تكون قوية ونفاثة حتى ينقض الذئب على ضحيته، بعضهن حرّكن شيئًا من تلك الأنفاس
المتصاعدة، لكن هذه الفتاة التي تجلس في الصف الأول قد نثرت دمه، وكادت تحرق بنفسه
المحموم رأسه. أوما العقيد لإحدى حارساته أن تنتبه على حركته، ففهمت على الفور،
بعد الحفل، نزل وسلّم عليهن واحدةً واحدةً، وأراد أن يتأكد من جديد أنّ دماء
الرّغبة ستتجدد عندما يحين دورُ ضحيته. هذا تماما ما حدث، حين صافحها تحرّكَ كلّ
شيء فيه، وحين نظر في عينيها كادت الرّغبة تُطيح به، توقف عندها قليلاً. أمسك
بيدها لتصل إشارته إلى حارساته. وعاد إلى العزيزية. في الطريق قالوا له، لن تتأخر
عليك كثيرًا، مجرد إجراءات احترازية كما يتطلب البروتوكول وتكون في فراشك على أحسن
مما تشتهي أو تتخيل. عُرِضَتْ على الطبيب العراقي المختص بضحايا القذافي، فحصها ليتأكد
من أنها خالية من (الإيدز) أو أية أمراض أخرى. ثُمّ أرسل تقريره إلى الحارسات لكي
تتمّ الإجراءات الأخرى. أُخذت الفتاة إلى خبيرة تجميل، نُظّف جسدها من كل شائبة،
وصار ناعمًا طريا. ثُمّ أخذت إلى حوض كبير للسباحة مملوء بالحليب، كان عليها أن
تغطس فيه، وتبقى فترةً كافية حتى يطري الحليب كل بوصة في جسدها. ثُمّ خرجت لتكون
حورية العقيد الحديثة، ثُمّ تولّتها خبيرات التجميل من جديد، العطور التي يفضلها
الرئيس، والدهون التي يريد أن تنزلق بها تحته، وأحمر الشفاه الذي يجعل العقيد ينهل
من خمرهما، والكحل الّذي يُعيد العقيد إلى بداواته، إلى حرمانه القديم، لكي يشكر
الله اليوم على عطائه اللامحدود. بعد حوض الحليب، هناك على الأطراف غُرَف مُتعدّدة
تُفضي إلى أبواب خارجية لمن أرادت أن تغادر، أو أن تعود إلى الحوض لمن أعجبها أن
تبقى إلى جوار سيّد الجنّة، الغُرَف مُجهزة بكل أنواع الرفاهية، ويُمكن أن تكون
هناك أكثر من فتاة في هذه الغرف في الوقت نفسه، ويُمكن أن تبقى الفتاة في الغرفة
بكامل زينتها ليالي طويلة قبل أن يهلّ عليها السيد ويهبها خيراته!! أُخذت الفتاة
الجامعية إلى إحدى هذه الغرف بأسرع مما كان يُمكن أن يحدث، لأن العقيد وصى بها على
غير العادة. في البداية تلتقيها امرأة خبيرة بعلوم النفس، تحاول أن تُطمئنها،
وتُهدّئ من روعها خاصة إذا كانت من بنات المدارس الصغيرات. ثُمّ تتولاها امرأة
ثانية تشرح لها التعليمات الكافية بالخضوع لكلّ ما يطلبه العقيد منها، وتقول لها:
«إنّه شرفُ كبيرٌ أن تكوني بصحبة العقيد لليلة كاملة. إنه أب الجميع، ولكنه لا يهب
جسده لأي أحد، لقد اختارك لكي تحظي بهذا الشرف، وعليك أن تكوني فخورة. ثُمّ يُقال
للعقيد: إنّها جاهزة». تدخل المستشارة مع العقيد إلى المضجع، لتراقب حركة جسده،
تتأكد من الوضعية الصحيحة، وتُلقي بعض النّصائح، وتتابع العمليّة عن كثب، أو تذهب لفترة
قصيرة ثم تعود، أو قد تنشغل بأمور أخرى وهي في الغرفة معهما، وأحيانًا قد تنهر
العقيد، وتقول له: «هذا يكفي، قم. إنك تخور كالعجل. إنها ما زالت صغيرة. هناك من
اتصل. عندك اجتماع عليك أنْ تُسرع». وكان يُذعن لها كما يُذعن طفل صغير لأمه، فيقوم وهو يلعق شفتيه،
أو يمسح الزبد المتجمع عند زاويتي فمه .
العقيد نفسه قبل أن يدخل على جاريته، يخضع لفحص هو الآخر،
ويُعطَى بعض الحبوب المنشطة، ويُتأكد من كميتها وتأثيرها عليه حتى لا تُسبّب مشاكل
أخرى. وتتلقاه المستشارة بعد العملية - إن لم يكن لديه اجتماع مهم - بلفافة
الحشيش، وكثيرا ما كانت تأتيه بالمواد وتطلب منه أن يلف سيجارته بنفسه، ولم يكن
يعترض على أي شيء تقوله! الفتاة التي سَرَقها من الجامعة، اختارت الباب المفضي إلى
الخارج. قبل أن تخرج منه، كان في انتظارها أمير الخراج، صرف لها سيّارة من نوع
(فولفو) هكذا تقضي تعليمات العقيد، ومبلغا كبيرًا من المال، وعقدًا من الذهب
الخالص، وكذلك أسوارةً. ما جرى بالنّسبة لها خارج تصديق
العقل، كان كل شيء فيها يرتعش، لم تكن تشعر بأن جسدها هو الذي اغتصب بل روحها، كلّ
ما هو مُقدّس انتهك في لحظات أشبه ما تكون بالخيال. لم تُصدّق أنّها فقدت كل شيء
في نزوة لرئيس نصب نفسه إلها، فقدت عذريتها وشرفها وكرامتها وقلبها وروحها وجسدها
وحياتها، وكلّ شيء. أسرعت إلى خطيبها ليحميها، كان هو الآخر جُنديًا، وفي السلاح،
وهو من ضمن طاقم حماية العقيد. تردّدت قبل أنْ تُخبره بالقصة، فالخوف من الفضيحة
أعظم من الخوف من الموت، لكنّ الضابط الذي يحمل المسدّس على جانبه إما أن يتفهم
الأمر، فيثأر لها منه فيقتله، أو لا يتفهم الأمر فيثأر لنفسه منها فيقتلها. وهي
راضيةً بالأمر على الحالين. قد يُطهِّر ذلك روحها من الدنس الذي تشعر به، ولا تعرف
كيف تتخلّص منه. القصة لم تجد سبيلاً للتصديق عند خطيبها الضابط، فشك في الأمر،
ثُمّ شك فيها أن تكون قد انضمت إلى الضالين المضلين، ثُمّ صار عنده ما يُشبه
اليقين بأن خطيبته تشترك في مؤامرة لإسقاط العقيد بإشاعة أكاذيب عنه لا يُصدقها
أحدٌ، ورأى أن شرف انتمائه للسلاح أكبر من شرف ارتباطه بهذه الفتاة المجنونة، وأن
ذلك يُحتم عليه أنْ يُخبر رئيسه في الأمن بالقصّة حتّى يأخذ احتياطاته للتصدّي لهذه
المؤامرة وحماية الرئيس مِمَّا يُراد به في الخفاء!! مر يوم واحد فقط على تلك
اللحظة التي أخبر فيها الضابط الشهم رئيسه بالقصة. يوم واحد فقط ليكون كفيلاً
باختفاء الاثنين معا؛ الضابط وخطيبته من الوجود! لم يكن العقيد يُخلي نفسه دون أن
يلازمه المصحف. كان يقرأ فيه ما استطاع. إنه صورةً حَيّة للرّئيس المؤمن، الذي لا
تشغله مهام منصبه الكبيرة عن أنْ يظلّ مُتصلاً بالله، فمنه يستمد القوة، والحماية،
والقدرة على التصدّي للمؤامرات التي تُحاك ضده والتي لا تنتهي. قرر العقيد أن يذهب
إلى بيت الله الحرام لأداء العمرة، فجلبَ معه العلماء والمفتين، وأصحاب العمائم
واللحى، من أولئك الذين بايعوه على الخلافة، وبأنّه أمير المؤمنين ورحمـة الله إلى
الناس أجمعين في الطائرة الفارهة، أصابه التعب الذي يُصيب البشر، فغفا. في النوم
حلم أنه في الجنّة عند الله، وأنّ كلّ ما عاناه في الدُّنيا أبدله الله به نعيما
لا ينفد في الآخرة، وأنّ الجنّة لا مؤامرات فيها ضده، ولا ضبّاط يخونون الطريق
التي مشاها، ولا يتركونه في منتصفها بعد أعطاهم قلبه يُواجه وحده المتاعب. هزه أحد
مرافقيه من كتفه، صحا من غفوته، سقط الحلم من خياله، فقد منظر الجنّة مرّة واحدة،
حين استوعب ذلك كاد يصفع مرافقه الذي حرمه من متابعة الحلم، لكن المضيفة كانت هي الأخرى
تهم بتقديم الطعام له، نظر إليها فخُيّل إليه أنه ينظر إلى حورية من حوريات
الجنّة، كانت جميلة جدا. فركَ عينيه ليتأكد من أنها هبطت من السماء القريبة منهما،
ونزلت إلى هذه الطائرة التي تسبح باتّجاه الكعبة، فأكد له العيانُ الخبر. تحرّك
فيه ضُباح الشهوة. كاد أن يفزّ من مقعده ويلتهمها. تذكّر البروتوكول في مثل هذه
الأحوال. نظر حوله يتفقد حارساته من أجل أن يُعطيهم الإشارة. رأى واحدة على مقربة منه
تنظر إليه لتؤكّد له أنّها تنتظر. كان عليه أنْ يُربت على كتف المضيفة لتكون
ضحيّته القادمة. مد يده لكنّها لم تصل إلى كتفها. طلب منها أن تنحني قليلاً،
ابتسمت مستغربةً، حين انحنت بدت له أجمل من حوريات الجنّة، رائحتها أيقظ فيه كل
رغبة، ربت على كتفها بسرعة، وأرجع جذعه إلى الوراء وهو يُغمض عينيه كأنه يحلم. وضعت
الطعام أمامه، فتح عينيه ليراها مرة أخرى. كانت قد ولّت، حين رأى كفلها، تأكد أن
الجنّة يُمكن أن تُسقط خيراتها من الآخرة إليه في الدُّنيا. نظر إلى الحارسة التي
تلقت الإشارة. حرك يده في أنحاء من جسده، ودفع الطعام من أمامه. فهمت أنه يريد ذلك
قبل أن يأكل. فأسرعت بإتمام المهمة· عندما كان ينزو فوقها في غرفة خاصة في الجزء
الخلفي من الطائرة، كان صوت صرخته في الدّفقة الأخيرة يطغى على صوتِ التلبية التي
كان يُلبّيها العُلماء في المقدمة!!
تعليقات
إرسال تعليق